أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / أوجعتنا يا صالح فلسطين ..!!

أوجعتنا يا صالح فلسطين ..!!

كلمات أقوى من الرصاص وأكثر إيلاماً من قطع الرقاب, هي تلك التي خلفها وراءه شهيد الغربة والبحث عن الحرية والحياة الفلسطيني صالح كمال حمد ابن بيت حانون, بعد أن وافته المنية غرقاً في نهر البوسنة, حين غرد قبل الموت على صفحته على “الفيسبوك”, “سنموت ونحن نطلب من الحياة حياة”, هي كلمات قاتله لمن يملك ذرة من إحساس سوءاً أكان عربياً أو أوروبياً, فالانسانية كلمة تجمع العالم ولكنها لا تسع أهل غزة الذين يطلبون حياة وأي حياة, بعد أن قهرهم الحصار من جميع الجهات, وذبحهم من الوريد للوريد اقتتال الإخوة, فأصبحت الحياة لا تُطاق وتساوت مع الموت, فأصبح الهروب من الموت منه وإليه في عصر الإنكسار العربي والإنحدار الفلسطيني الداخلي.

صالح الغارق في الحلم الأوروبي كملايين العرب لم يكتفي بهذه الجملة التي تهز الوجدان وتخلع قلب الإنسانية إن وجدت في صدر عالم امتهن القتل والظلم, فقد غرد كطير من طيور الجنة بأحرف من ذهب كلمات يجب أن يتعلمها كل عربي ويحفظها عن ظهر قلب كل فلسطيني ” بس أموت ما حد يغطيني لا براية حماس ولا براية فتح ولا حتى بعلم فلسطين, غطوني بحرام من حرامات امي اللي ظباهم فوق الخزانة”, وهذه رسالة بأن الشعب الفلسطيني أصبح يتألم من الانقسام أكثر من الحصار الصهيوني, بل ان فلسطين التي يموت أبنائها من أجلها دفاعاً عن شرف أمتين عربية وإسلامية لم يعد حلمه, حيث يحلم بدفء البيت وحنان الأم, ويتخيل في ذاكرته كل ما تلمسه يد امه التي ولدته وربته, كون أمه الوطن في خطر من كثرة العابثين, فلم يجد ملاذا إلا “حرام” أمه فقط.

الكارثة بأنني أدرك بأن رسائل صالح ابن غزة لن تهز رفات الجسد العربي الميت منذ قرون, لأنه لو كان به ذرة من حياء أو حياة لاهتز وانتفض من القهر الفلسطيني والعربي, لكم من يهن يسهل الهوان عليه, فقد ذاب الجسد وتحول إلى رماد تذروه الرياح في عصر الإنكسارات والخنوع, وقد يعتقد البعض ان بعض الهبات قد تعيد الى الجسد رعشة الحياة, لكن مع الظلم والقهر والذل ماتت مقومات الحياة عند العرب, فأصبحت فلسطين وشعبها في نهاية أوليات الأمة, لذا يا صالح يا ابن غزة, نم قرير العين في بلاد الفرنجة التي هي أرحم من بلاد العرب التي مُلئت ظلماً وجوراً, ويكفيك ما عانيته من انقسامات في فلسطين جعلت الدم الفلسطيني ينزف وينزف دون توقف, وبدلاً من أن نكون يد واحدة على الكيان الصهيوني أصبحنا ألف يد تنهش في بعض ليرتاح العدو الصهيوني من عناء مطاردتنا, يا أيها العزيز في عصر الذل والهارب في عصر المطاردة والبحث عن وطن, نم قرير العين فتراب الوطن أصبح قاسياً علينا كما قست قلوب من يحكمونا, فانعم في طريقك الى الجنة وانسى ما خلفت ورائك من ألم وقهر ولا تتذكر إلا حرام أمك لعلها تحمله لك في جنة رب العباد.

شاهد أيضاً

الترفيع في رأس مال البنك التونسي السعودي بـ100 مليون دينار

لعب البنك التونسي السعودي منذ تأسيسه سنة 1981 كبنك استثماري دورا هاما في خلق مشاريع …