الوسيط مجلة إخبارية يومية
«يرى أن ميلاد الاتحاد المصري للدارتس لم يكن سهلًا بل استغرق وقتًا ليس بالقصير وجهود جبارة، جعل اللعبة تخرج إلى النور، واستطاعت في ثلاث سنوات فقط أن تضع نفسها في مكان لائق على المستوى المحلي والعربي والدولي وأن تنظيم مصر لكأس العالم ليس مستحيلا، وأن احتضان القاهرة للاتحادين العربي والإفريقي اقترب من التحقيق وأن دعم الدولة المصرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة للاتحاد صنع الفارق في ترجمة أهدافه»، هكذا تحدث الدكتور يحيى عبد القادر رئيس الاتحاد المصري للدارتس في حواره مع «بوابة الأهرام» الذي جاء على النحو التالي:
ما أجندة المسابقات الدولية للاتحاد هذا العام؟
ـ سنشارك في بطولتي الأساتذة والعالم اللتين أعلن عنهما الاتحاد الدولي للدارتس وسيذكر موعد ومكان تنظيمهما لاحقا وهما في غاية الأهمية بالنسبة لنا لتحسين تصنيف اللاعبين دوليا كما إننا سننظم بطولة مصر الدولية في شهر أكتوبر المقبل، وعموما الاتحاد المصري للدارتس لا يغيب عن أي بطولات في الأجندة الدولية، لتحقيق عدة أهداف في آن واحد تتمثل في التواجد على المستوى الدولي والاحتكاك بمدارس الدارتس المختلفة وتحسين تصنيف الاتحاد المصري دوليًا.
لماذا أعلن الاتحاد الدولي أن 2020 هو عام التحول؟
ـ لأن الاتحاد وضع رؤية للعبة خلال العام الحالي، أطلق عليها رؤية 2020 سيتم خلالها ترتيب جميع الأوراق واستكمال المساعي التي بدأت منذ عشرات السنين، كي تكون لعبة الدارتس لعبة أوليمبية في الأولمبياد التي ستقام عام 2024 في باريس، حيث سيوفق الاتحاد أوضاعه ويراعي المعايير التي طلبتها اللجنة الأوليمبية الدولية، كما سينظم الاتحاد الدولي بطولتي الأساتذة والعالم على مستوى الهواة وسيكونان باكورة التصنيف للاعبين.
ما أبرز المعايير التي طلبتها اللجنة الأوليمبية الدولية؟
ـ طلبت اللجنة الأوليمبية عددا من الاشتراطات، منها تعديل دستور الاتحاد الدولي للدارتس، وتشكيل لجانه وفق الموصفات الدولية، بحيث تضم في عضويتها أعضاء منتخبين عن القارات تتكون كل لجنة من أربعة أعضاء ومدة عملها سنتان، لاسيما وأن اعتماد اللعبة أوليمبيًا سيكون خلال عام 2021.
كيف سيوفق الاتحاد المصري أوضاعه؟
ـ الاتحاد المصري جزء من الأسرة الدولية للعبة وعليه أن يوفق أوضاعه ودستوره الداخلي وبناءً على ذلك، سنعدل بعض المواد والتعديلات التي طلبها الاتحاد الدولي من الاتحادات الوطنية ونطرحها على الجمعية العمومية للاتحاد لأخذ الموافقة عليها ومن بينها على سبيل المثال استبدال كلمة لاعب بكلمة رياضي.
ما شكل ممارسة لعبة الدارتس دوليًا؟
ـ لعبة الدارتس هي إنجليزية المنشأ ومنتشرة جدًا على المستوى الدولي، فالعالم يمارسها منذ القرن الثالث عشر وتعدى حجم ممارستها الملايين من الرياضيين والأشخاص العاديين وتأسس الاتحاد الدولي للعبة 1976 ويضم في عضويته نحو 80 دولة وينظم عشرات البطولات الدولية والإقليمية والقارية .
ما تقييمك لممارسة اللعبة في مصر؟
ما تحقق من نتائج، يعد أمرًا جيدًا، ففي غضون ثلاث سنوات هي عمر الاتحاد نظمنا نحو 54 بطولة محلية، بالإضافة إلى بطولة مصر الدولية خلال شهر مارس الماضي، كما أننا شاركنا في كأس العالم في رومانيا في شهر أكتوبر الماضي بمنتخب كامل ضم 12 لاعبا ولاعبة، وتم رفع العلم المصري مع 56 دولة شاركت في المسابقة، وتتسع دائرة ممارسة اللعبة مع الأيام، ونحن نعمل على انتشارها في المجتمع كرياضة للأسرة ونركز في ذات الوقت على قطاع البطولة، بحيث تحصد اللعبة الميداليات في البطولات الخارجية.
ما هي أجندة المسابقات المحلية للاتحاد؟
ـ تم تنظيم ثلاث بطولات حتى الآن خلال هذا الموسم، وكانت البداية مع بطولة الجمهورية للفردي في الإسماعيلية وبطولة الزوجي التي كانت في أكاديمية عالم الرياضة في ملاعب الوفاء والأمل ثم بطولة الجمهورية في محافظة بورسعيد، ويتبقى في هذا الموسم بطولتان، واحدة ستقام في قنا والثانية هي بطولة مصر الدولية ستقام خلال شهر أكتوبر المقبل، وعموما اللعبة باتت منتشرة بين المصريين ونحن نتطلع إلى المزيد بالتعاون مع الأندية والجامعات والمدارس لتوسيع قاعدة الممارسة، ومن ثم اكتشاف المواهب وصناعة منتخبات قوية تكون قدرة على الفوز بميدالية أوليمبية، لاسيما وأن اللعبة شيقة تقوم على مهارتي التصويب والحساب وتجذب مختلف الأعمار.
ما هي حظوظ مصر في استضافة كأس العالم.. بعدما تقدمت بطلب رسمي للتنظيم؟
ـ بالفعل تقدم الاتحاد بطلب لاستضافة مصر لكأس العالم للدارتس عام 2025، وكنا أول دولة عربية وشرق أوسطية تطلب التنظيم وقوبل الطلب بترحاب شديد خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للدارتس وسنقدم ملفا قويا خلال عام 2021 بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، ممثلة في الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي يدعم الاتحاد واللعبة بشكل منقطع النظير، لاسيما وأن الاتحاد تأسس على يديه ونحن في الاتحاد نقدر جهوده الكبيرة والمخلصة في خدمة الرياضة والشباب.
ما هي تطورات المساعي لتأسيس اتحاد عربي للدارتس؟
ـ يجب أن نفتخر أنه عندما تفعل مصر شيئا يكون مثار تقدير في الوطن العربي، وبالفعل تلقينا اتصالات من عدة دول عربية فور إشهار الاتحاد، تريد تكرار التجربة المصرية في الدارتس وتشهر اتحادات رسمية، لاسيما وأن اللعبة منتشرة في كل البلدان العربية رغم عدم وجود اتحادات لها وأسفرت هذه المساعي عن تأسيس اتحادات في مملكة البحرين وليبيا وموريتانيا، وجار مشاورات مع دول أخرى مثل الكويت والإمارات وسوريا وفلسطين والأردن وأتوقع أن يتم الإعلان عن ميلاد الاتحاد العربي في غضون ثلاثة أشهر بالقاهرة.
ماذا عن ميلاد الاتحاد الإفريقي؟
ـ نسير في خط متوازٍ من أجل تأسيس الاتحاد الإفريقي للدارتس ويكون مقره في القاهرة، أيضًا وقد أيدت عدة دول إفريقية الفكرة مثل جنوب إفريقيا وإثيوبيا وزيمبابوي وكينيا ونيجيريا وأتوقع أن تكلل هذه المساعي بالنجاح، لأن الاتحاد الدولي يؤيد هذا الدور الذي تلعبه مصر في خلق كيان إفريقي للعبة ونحن حريصون على الحفاظ على الدور المصري في القارة السمراء، لاسيما وأن رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية انعكست بالإيجاب على تقدير مكانة مصر الإفريقية في كافة المجالات.
كيف يواجه الاتحاد الأزمات المالية؟
ـ الوضع في اتحاد الدارتس مرضي، لاسيما وأن اللعبة غير مكلفة ماليا قياسا باللعبات الأخرى ونحن نعمل في مجلس الإدارة معا على توفير الدعم المالي لاستمرار النشاط الرياضي في الاتحاد، ولكننا في ذات الوقت نعمل وفق رؤية هدفها أن تصبح لعبة الدارتس من مداخل الاستثمار الرياضي في مصر، لاسيما وأن اللعبة تحظى بمشاركة واهتمام عالمي فقد شارك في كاس العالم الأخيرة نحو 56 دولة و800 لاعب ونأمل أن يتضاعف عدد اللاعبين المشاركين في كأس العالم إذا ما فزنا باستضافته عام 2025.
ما مدى اهتمام الاتحاد بذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم؟
ـ الاتحاد المصري للدارتس يولي ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم اهتماما كبيرا فقد شاركوا في البطولات التي نظمها الاتحاد، كما إننا بصدد تشكيل لجنة خاصة بهم داخل الاتحاد لتكثيف الاهتمام بهم، لاسيما وأنهم لديهم قدرات ومواهب فائقة في ممارسة اللعبة وهم يشكلون جزءا مهما من نسيج المجتمع المصري.
لماذا لا تتواجد اللعبة في الأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك؟
ـ كان اهتمامنا في الاتحاد منذ البداية التوجه نحو البسطاء في المحافظات التي تعاني من نقص الفرص قياسا بالقاهرة الكبرى ولهذا بدأنا المشوار من محافظة قنا ثم كفر الشيخ والمنوفية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وغيرها من المحافظات وتتسع الدائرة في الفترة المقبلة للتواجد في كل المحافظات، أما الأندية الكبيرة، فهي مزدحمة بعدد كبير من اللعبات وعموما وجود اللعبة في المحافظات حقق فوائد كثيرة، حيث كان موعد البطولات يتزامن مع الأعياد الوطنية لتأكيد دور الرياضة في بث روح الوطنية والانتماء.
ونسعى لإقامة بطولة مصر الدولية خلال افتتاح المتحف الكبير في شهر أكتوبر المقبل لتنشيط السياحة وتوصيل رسائل إلى العالم بأن مصر بلد الآمن والآمان.
كيف ترى أزمة عدم معرفة البعض معلومات عن لعبة الدارتس، وما هي قواعدها ؟
ـ المصريون يعرفون اللعبة جيدًا ولكن البعض منهم لا يعرف أن أسمها الدارتس وهي عموما لعبة تعتمد على مهارتي التصويب والحساب وفيها 22 نظاما للمنافسات، ولكن أشهرها «الجيم 501»، حيث يكون بحوزة كل لاعب ثلاثة أسهم ويقوم بالتصويب على اللوحة ذات الدوائر الحسابية والتي ترتفع عن الأرض بنحو 173 سم ويكون اللاعب على بعد 237 سم منها ويتم خصم قيمة كل تصويبها من إجمالي الحساب السابق ويكون الفوز من نصيب اللاعب الذي يصل إلى رقم صفر أولا.
لماذا ينوي الاتحاد تنظيم بطولة للأجانب؟
ـ الاتحاد الدولي للدارتس يرسخ مبدأ أن الرياضة للجميع ونحن بدورنا نتماشى مع هذه الرؤية ولهذا نخطط لإقامة بطولة للأجانب في مصر، سواء كانوا من العاملين في السفارات أو الجاليات ويتم عمل تصنيف لهم وإبلاغ الاتحاد الدولي لتشجيعهم.ِ
