أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / موتوا بغيضكم

موتوا بغيضكم

بقلم : توفيق العبيدي

مع اقتراب انطلاقة النسخة الثانية والعشرين لنهائيات كاس العالم بقطر ، تعالت من الغرب وخاصّة في فرنسا وبريطانيا أصوات الحقد والكراهيّة والعنصريّة بكلّ قوّة وشدّة وغطرسة وبصفة متتالية ومكثّفة من أجل التأثير في الرأي العام العالمي وتوجيهه وإقناعه بمساندة الحملة الشعواء التي أطلقتها بعض المدن الغربيّة – بتحريض من بعض الجمعيات الحقوقيّة المزعومة وأطراف غير نزيهة من المجتمع المدني – من أجل مقاطعة فعاليات كأس العالم بقطر 2022 وذلك بعدم تركيز الشاشات العملاقة في الأماكن العامّة وفضاءات المشاهدة الجماعيّة بتعلّة عدم احترام دولة قطر لمبادىء حقوق الإنسان وفرضها لشروط وتضييقات مشدّدة ومهينة على العمّال المهاجرين في مختلف القطاعات ووفاة 6 آلاف من هؤلاء العمّال الأجانب في هذه الدولة الخليجيّة أثناء تشييد الملاعب الرياضيّة إلى جانب المشاكل البيئيّة الناجمة عن استعمال المكيّفات في الملاعب وغيرها من التعلّات الواهية.
والواقع أنّ هذه الدولة ليست معصومة كغيرها من بلدان العالم من بعض النقائص التي تتعلّق بالمسائل الحقوقيّة ولكن ليس بهذه الدرجة التي تمّ تضخيمها والترويج لها حيث أنّ هذه الدولة الخليجيّة شهدت تحسّنا ملحوظًا في هذا المجال إذ تمّ رفع مسألة الكفالات على العمّال الأجانب وتسديد كافّة مستحقّاتهم الماليّة. كما أنّ عدد الموتى من هؤلاء العمّال الذي تمّ تضخيمه بشكل كبير لم يتجاوز الألف والحال أنّ عدد الملاعب المستحدثة في هذا البلد مرتفع نسبيّا على عكس بقيّة الدول الأخرى المنظّمة في السابق التي اقتصرت جهودها في الغالب على ترميم الملاعب القديمة.
ومن يريد استقصاء الحقيقة ومعرفة من يقف وراء هذه الحملة المغرضة في فرنسا بالذات فسيتبيّن له ومن الوهلة الأولى التحرّكات المشبوهة والحثيثة لما يسمّى بالجمعيات المثليّة والأحزاب اليمينيّة المتطرّفة التي تضمر العداء للعرب والمسلمين. وكان سموّ الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني أكّد بصفة جليّة وعلنيّة في أحد اللقاءات الصحفيّة الأخيرة على ضرورة احترام عادات المجتمع القطري المحافظ وتقاليده ممّا أثار حفيظة بعض الشّواذ ودفع بزعماء الرذيلة والفساد إلى محاربة جهود الصلاح والفلاح والعفّة دون هوادة أو كلل باستعمال أبواقهم المغرضة والحاقدة وإنفاق الأموال الطائلة عبر سياسة التعتيم الإعلامي في مدنهم من أجل إفشال المونديال القطري أو بالأحرى العربي والإسلامي .
امّا في بريطانيا، فإنّ أنصار هذه الحملة الشّرسة على قطر لم يتقبّلوا إلى حدّ الآن خسارتهم المذلّة في ديسمبر 2010 بعد ترشّح بلدهم لسباق احتضان نهائيات مونديال سنة 2018 الذي عاد إلى روسيا مقابل فوز الدولة القطريّة بشرف تنظيم دورة سنة 2022. وما انفكّ دعاة الفتنة يكيلون التّهم الباطلة إلى هذه الدولة العربيّة الإسلاميّة التي تدينها بتقديم الرشاوى لميشال بلاتيني وجوزاف بلاتر بالرغم من أن كلّ الدعوات القضائيّة التي رفعت ضدّها حول هذا الموضوع حكمت بإنصافها.
ولقد زاد في غيظ أولئك الحاقدين التصريح الأخير الذي أدلى به رئيس الفيفا جيوفاني فنسنزو انفانتينو الذي أكّد فيه بكلّ إيمان وجزم أنّ النسخة القطريّة لنهائيات كأس العالم ستكون الأحسن على مرّ التاريخ .
لقد أسهم العرب والمسلمون منذ زمن بعيد كما هو معلوم، في بناء الحضارة الإنسانيّة بجميع مكوناتها بكلّ تواضع ودون استعلاء وكانوا روّادًا في كثير من العلوم التي وضعوا أسسها كعلم الفلك والرياضيات والطبّ وعلم الإجتماع والسقي والزراعات الخ ….وعلى هذا النهج ، تسير قطر بخطى ثابتة نحو إنجاح هذه التظاهرة العالمية دون ضوضاء ودون مبالاة لنعيق الغربان الحاقدين والحاسدين.
وسنكتفي نحن العرب والمسلمين عقب نهاية الدورة بالقول إلى أولئك المرضى “موتوا بغيضكم “….

شاهد أيضاً

الأمريكي كاتلين يتألق والعطية يقود المشاركة المحلية في بطولة السعودية المفتوحة للجولف

تصدر الأمريكي جون كاتلين منافسات اليوم الأول من بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …